في إطار احتفالات المتحف الوطني بالعيد الوطني (49) المجيد، وتحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، وزير التراث والثقافة، ورئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، تم افتتاح معرض " ادخار الماضي للمستقبل: معرض الحفظ والصون" وذلك في يوم الإثنين (14 ربيع الأول 1441هـ) الموافق (11 نوفمبر 2019م) بمقر المتحف، وبحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء والسعادة وكلاء ومستشاري وزارة التراث والثقافة وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، إلى جانب عدد من الخبراء والمهتمين بالمجال الثقافي والمتحفي.
يسلط هذا المعرض الضوء على مجموعة مختارة من القطع التي تم تأهيلها بفضل جهود فريق الحفظ وخبراء الصون خلال السنوات الخمس الماضية. فمنذ السنوات الأولى من بدء مشروع المتحف الوطني، كان هناك اتجاه واضح ورؤية بعيدة المدى حول اقتناء القطع المتحفية، سواء أكانت قطع عُمانية المنشأ أو تلك التي ارتبطت تاريخيًّا بعُمان، وذلك من خلال الشراء، أو الاستبدال، أو التبرع، أو الوراثة، أو التحويل، أو التكليف، حيث وضع المتحف وثيقة "سياسة إدارة المقتنيات" وبما يتوافق مع معايير المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) التابع لمنظمة اليونسكو، بهدف تنظيم عمليات إدارة المقتنيات.
يتضمن المعرض عدد من القطع المتحفية التي لم يسبق عرضها في المتحف، والتي تم ترميمها عن طريق قسم الحفظ والصون وبالاستعانة بعدد من الخبراء في مجال الحفظ والصون من خارج السلطنة، وعدد القطع المعروضة أكثر من (1440) قطعة مميزة، منها كنز سناو الذي يعد من أبرز المعروضات الجديدة، بالإضافة إلى كنز مضمار أدم الأثري، وقطعتين مميزتين من كنز السلمي- عبري، ولوحة (ساس خيل) والتي تعتبر من أندر اللوحات الفنية التي اقتناها المتحف الوطني عن طريق شرائها من دار (سوثبي) بالمملكة المتحدة ، إلى جانب عدد من الخناجر العُمانية والحلي الفضية الفريدة من مقتنيات المغفور له بإذن الله تعالي صاحب السمو السيد فيصل بن علي آل سعيد، وزير التراث القومي والثقافة. وسيتم عرض بعض من قطع أثاث بيت العلم، ومجموعة من الكتب والإصدارات النادرة، إلى جانب خريطة العالم للإدريسي، ولوحات فنية وجرافيكية لرواد الفن التشكيلي العُماني، والأزياء القديمة.
يعرض المتحف الوطني اليوم أكثر من (7000) قطعة متحفية في سياق المعارض الدائمة، بالإضافة إلى حفظ عشرات الآلاف من القطع في مخازنه لغرض البحث العلمي قبل عرضها على الزوار.
يعمل المتحف الوطني دائمًا على ربط الحفظ والصون بالبحث العلمي لتكمل هذه الدراسات بعضها البعض من أجل تطوير قصة السرد المتحفي، وكذلك لتشجيع البحث العلمي بطريقة تسهم في رفع مستوى الوعي العام حول التراث الثقافي العريق لعُمان، ويهدف المتحف الوطني من خلال هذا العمل إلى التشجيع على أفضل الممارسات العلمية، وإجراء عمليات الحفظ والصون بطرق أكثر أمانًا، وإيجاد منهجيات متقدمة لإدارة المقتنيات.
الجدير بالذكر أن المتحف الوطني يعد الصرح الثقافي الأبرز في سلطنة عُمان، والمخصص لإبراز مكنونات التراث الثقافي لعُمان، منذ ظهور الأثر البشري في شبه الجزيرة العُمانية، وإلى يومنا الحاضر؛ والذي نستشرف من خلاله مستقبلنا الواعد.
وقد أنشأ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (2013/62)، الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ)، الموافق (20 من نوفمبر سنة 2013م)؛ وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية؛ بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة.
ويهدف المتحف إلى تحقيق رسالته التعليمية، والثقافية، والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، ومن خلال تنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد، والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعُمان؛ وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وبتقديم الرؤية، والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة.
ويتجسد ذلك كله في:
- أولًا: توزع تجربة العرض المتحفي على (14) قاعة، تتضمن أكثر من (7000) من اللقى المميزة، والمنتقاة بعناية، و(33) منظومة عرض تفاعلي رقمية.
- ثانيًا: يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزًا للتعلم، مجهزًا وفق أعلى المقاييس الدولية.
- ثالثًا: يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مرافق للحفظ والصون الوقائي، ومختبرات مجهزة تجهيزًا كاملًا.
- رابعًا: يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن قاعة عرض صوتية ومرئية؛ بتقنية (UHD).
- خامسًا: هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة "برايل" باللغة العربية.
- سادسًا: هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة المخازن المفتوحة.